الكبد الدهني والسكري: علاقة خطيرة لا يمكن تجاهلها
يُعد الكبد الدهني، أو ما يُعرف طبيًا بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، مشكلة صحية متزايدة الانتشار عالميًا، وهو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمرض السكري من النوع الثاني. فإذا كنت من مرضى السكري، فإن خطر إصابتك بالكبد الدهني يتضاعف، والعكس صحيح، حيث يزيد الكبد الدهني من مقاومة الأنسولين ويصعب التحكم في مستويات السكر في الدم. هذا التفاعل المتبادل يجعل من الضروري لمرضى السكري فهم هذه العلاقة واتخاذ خطوات استباقية لحماية صحتهم.
لماذا يهتم مرضى السكري بالكبد الدهني؟
الكبد الدهني غالبًا ما يكون "مرضًا صامتًا" في مراحله المبكرة، حيث لا تظهر عليه أعراض واضحة. ومع ذلك، يمكن أن يتطور إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، والذي قد يؤدي بدوره إلى تليف الكبد، الفشل الكبدي، وحتى سرطان الكبد. بالنسبة لمرضى السكري، فإن وجود الكبد الدهني يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويجعل إدارة السكر أكثر تعقيدًا. مقاومة الأنسولين، وهي السمة الأساسية للسكري من النوع الثاني، تلعب دورًا محوريًا في تراكم الدهون في الكبد.
خطوات عملية لحماية كبدك والتحكم في سكرك
الخبر السار هو أن الكبد الدهني يمكن الوقاية منه وعلاجه في مراحله المبكرة، خاصةً من خلال تغييرات نمط الحياة. أولاً، النظام الغذائي الصحي: التركيز على الأطعمة الكاملة، الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة، مع تقليل السكريات المضافة والكربوهيدرات المكررة والدهون المشبعة والمتحولة. ثانياً، ممارسة النشاط البدني بانتظام: حتى المشي السريع لمدة 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تحسين حساسية الأنسولين وتقليل دهون الكبد. ثالثاً، الحفاظ على وزن صحي: فقدان 5-10% فقط من وزن الجسم يمكن أن يحسن بشكل ملحوظ حالة الكبد ودهون البطن.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على مرضى السكري الالتزام بتناول أدويتهم الموصوفة، ومراقبة مستويات السكر بانتظام، ومراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات الدورية التي قد تشمل اختبارات وظائف الكبد والموجات فوق الصوتية للكشف المبكر عن أي مشاكل. بعض الأدوية الجديدة المستخدمة في علاج السكري، مثل أدوية فئة GLP-1 agonists و SGLT2 inhibitors، أظهرت أيضًا فوائد في تحسين حالة الكبد الدهني. تذكر دائمًا أن الوعي والتدخل المبكر هما مفتاح الحفاظ على صحة الكبد والتحكم الفعال في مرض السكري.