تنميل الأطراف ليلاً: متى يجب أن ينتابك القلق؟
يُعد شعور تنميل أو خدر الأطراف، خاصة اليدين والقدمين، ظاهرة شائعة يختبرها الكثيرون أثناء النوم أو عند الاستيقاظ. في أغلب الأحيان، تُعزى هذه المشكلة إلى وضعية نوم خاطئة تضغط على الأعصاب أو الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى قطع مؤقت لإمداد الدم أو الإشارات العصبية. ومع ذلك، لا ينبغي دائمًا التغاضي عن هذه الأعراض، فقد تكون أحيانًا مؤشرًا على حالات صحية أكثر خطورة تستدعي الانتباه.
الأسباب الشائعة وغير المقلقة
تتمثل الأسباب الأكثر شيوعًا لتنميل الأطراف ليلاً في النوم على اليد بطريقة تضغط على العصب الزندي أو الكعبري، أو النوم ووضع الذراع تحت الرأس، مما يؤدي إلى ضغط على الأعصاب في الرقبة أو الكتف. كما يمكن أن يتسبب ضغط الجسم على الساقين أو القدمين لفترة طويلة في حدوث تنميل مؤقت يزول بمجرد تغيير الوضعية وتحريك الطرف المصاب.
متى يكون التنميل ناقوس خطر؟
بينما يعتبر التنميل العرضي غير مقلق، إلا أن استمراره أو تكراره أو مصاحبته لأعراض أخرى قد يشير إلى مشكلة صحية كامنة. من الأسباب المحتملة الأكثر خطورة:
- نقص الفيتامينات والمعادن: خاصة نقص فيتامينات B (مثل B1, B6, B12) الضرورية لصحة الأعصاب.
- متلازمات الانضغاط العصبي: مثل متلازمة النفق الرسغي في اليدين أو متلازمة النفق الكعبري، حيث تتعرض الأعصاب للضغط في مسارات معينة.
- اعتلال الأعصاب السكري: أحد المضاعفات الشائعة لمرض السكري غير المتحكم فيه، حيث تتلف الأعصاب الطرفية.
- أمراض الغدة الدرقية: قد يؤثر قصور الغدة الدرقية على الأعصاب ويسبب التنميل.
- أمراض الأوعية الدموية: مثل مرض الشريان المحيطي الذي يقلل تدفق الدم إلى الأطراف.
- الآلام الرقبية أو الظهرية: الانزلاق الغضروفي أو ضغط الفقرات يمكن أن يؤثر على الأعصاب المتجهة للأطراف.
- التصلب المتعدد: في بعض الحالات، قد يكون التنميل من أولى علامات التصلب المتعدد.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب استشارة الطبيب إذا كان التنميل:
- مستمرًا أو متكررًا ولا يزول بتغيير الوضعية.
- مصاحبًا لضعف في العضلات أو صعوبة في الحركة.
- يؤثر على جانبي الجسم أو ينتشر إلى مناطق أخرى.
- مصاحبًا لتغيرات في الجلد أو درجة الحرارة.
- يوقظك من النوم بشكل متكرر.
سيقوم الطبيب بتقييم الأعراض، وقد يطلب فحوصات دم للتحقق من نقص الفيتامينات أو السكري، أو دراسات توصيل الأعصاب لتحديد موقع الضغط العصبي أو أي تلف. التشخيص المبكر يضمن علاجًا فعالًا ويحد من تفاقم الحالة.
نصائح للوقاية
لتقليل فرص التنميل الليلي، حاول:
- تجنب النوم على الذراعين أو الساقين مباشرة.
- استخدام وسائد داعمة للحفاظ على محاذاة العمود الفقري والرقبة.
- ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الدورة الدموية.
- الحفاظ على نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن.
- التحكم في الأمراض المزمنة مثل السكري.
في الختام، لا تتجاهل رسائل جسمك. فبينما قد يكون تنميل الأطراف ليلاً مجرد إزعاج عابر، فإنه قد يكون أيضًا مؤشرًا مهمًا يستدعي اهتمامًا طبيًا لمعالجة المشكلة من جذورها والحفاظ على صحتك.