مرض السكري هو تحدٍ صحي عالمي يتطلب إدارة دقيقة للتحكم في مستويات السكر في الدم والوقاية من المضاعفات. بينما تركز معظم الجهود على الأدوية والنظام الغذائي وممارسة الرياضة، فإن الفيتامينات والمعادن تلعب دوراً حاسماً غالباً ما يتم التغاضي عنه. من بين هذه المعادن، يبرز الزنك كعنصر غذائي حيوي يقدم فوائد متعددة لمرضى السكري.
الزنك وتنظيم سكر الدم: آلية عمل فريدة
يعتبر الزنك لاعباً أساسياً في تنظيم استقلاب الجلوكوز. يلعب دوراً محورياً في تخليق وإفراز الأنسولين من خلايا بيتا في البنكرياس. لا يقتصر دوره على ذلك، بل يساهم أيضاً في تحسين حساسية الخلايا للأنسولين، مما يعني أن الجسم يمكنه استخدام الأنسولين المتاح بكفاءة أكبر لنقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا. وجدت الدراسات أن مستويات الزنك المنخفضة شائعة لدى مرضى السكري، وقد يؤدي نقص الزنك إلى تفاقم مقاومة الأنسولين وزيادة خطر الإصابة بالمرض أو سوء إدارته.
الوقاية من المضاعفات ودعم المناعة
إلى جانب دوره في تنظيم السكر، يمتلك الزنك خصائص قوية مضادة للأكسدة تساعد في مكافحة الإجهاد التأكسدي، وهو عامل رئيسي في تطور مضاعفات السكري مثل اعتلال الأعصاب واعتلال الكلى وأمراض القلب والأوعية الدموية. يحمي الزنك الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، وبالتالي يدعم صحة الأوعية الدموية والأعصاب. علاوة على ذلك، يلعب الزنك دوراً حيوياً في تعزيز وظيفة الجهاز المناعي. مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، والزنك يعزز قدرة الجسم على مكافحة البكتيريا والفيروسات، مما يساعد في تسريع التئام الجروح وهو أمر بالغ الأهمية لمرضى السكري.
كيف يمكن لمرضى السكري الحصول على الزنك؟
يمكن الحصول على الزنك من مصادر غذائية متنوعة مثل اللحوم الحمراء، الدواجن، المأكولات البحرية (خاصة المحار)، البقوليات، المكسرات، والبذور. ومع ذلك، قد يحتاج بعض مرضى السكري إلى مكملات الزنك تحت إشراف طبي لتعويض النقص. من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء في تناول أي مكملات، حيث أن الجرعات الزائدة من الزنك قد تكون ضارة وتتداخل مع امتصاص معادن أخرى.
في الختام، يُعد الزنك معدناً حيوياً يقدم دعماً كبيراً لمرضى السكري من خلال تحسين تنظيم سكر الدم، وتقليل خطر المضاعفات، وتعزيز المناعة. استثمر في صحتك وتحدث مع طبيبك حول دور الزنك في خطة إدارة مرض السكري الخاصة بك.