د. ماهر ديب || كثيراً ما يتبادر لذهن معظمكم سـؤال حول هذا الموضوع، سنحاول من خلال هذه المقالة توعيتكم و إثراء معرفتكم لأهميّة التوقيت في البدء بالعلاج التقويمي على مسار و نجاح العمليّة التقويمية.تقويم الأسنان هو أحد أفرع طب الأسنان والذي يهتم بتصحيح الإطباق وتحسين الابتسامة عن طريق أجهزة تقويمية ثابتة أو متحركة حسب الحالة، وتنصح نقابة أطباء أسنان التقويم الأمريكية AAO أن يكون موعد زيارة الطفل الأولى لعيادة التقويم الاختصاصيّة بعمر الـ7 سنوات، حيث يمثل هذا العمر مرحلة خاصّة في تطور الأسنان والفكين والوجه، و في هذا العمر يستطيع طبيب الأسنان اكتشاف أية مشكلة تقويميّة قيد التشكّل أو أيّة عادة فموية سيئة مثل عادة مص الإصبع وعضّ الشفة أو حتّى أية مشكلة بنمو الفكين، من الجدير بالذكر أن الإرضاع الطبيعي يساعد على نمو طبيعي للفكين و بالتالي ارتصاف جيد للأسنان اللبنية .
يجب تصحيح المفهوم الخاطئ الشائع والخطير وهو عدم معالجة الأسنان المؤقّتة لأنها آيلة للسقوط، فالحفاظ عليها يعد تقويماً وقائياً ويخفف من مشاكل سوء الإطباق إن وجدت من خلال حفظ المسافات والحفاظ على طول القوس السنية فضلاً عن الحفاظ على الصحة الفموية والعامة للطفل، ونخص بالذكر هنا الأنياب والأرحاء اللبنية، أما القواطع فهي ضروريّة لتأمين الناحية الجماليّة والصحة النفسية للطفل. مع ذلك، يجب أن نسلّم أن المرضى الذين يواجهون مشكلة في استقامة أسنانهم يمكنهم الاستفادة من العلاج التقويمي بأيّ عمر كان، إلّا أن العمر الأمثل لتركيب الأجهزة التقويمية هو بين 10 و 14 عام. للأسف، العوائق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية هي التي تمنع أحياناً العلاج المثالي. وضع الجهاز التقويمي ليس نهاية كل المشاكل، بل قد يكون بدايةً لمشاك
ل أعقد في حال عدم الالتزام بتعليمات النظافة الفموية، فما الفائدة من تصحيح الارتصاف والإطباق إن تنخّرت الأسنان وانتشرت الآفات اللثويّة؟.
العناية الفموية من قبل المريض التقويمي هامّة جداً لنجاح العلاج، و من أهم الأمور التي على الطبيب التوعية فيها هي تفريش الأسنان بدقة بعد كل وجبة والابتعاد عن الأطعمة اللّصاقة كالتمر والشوكولا والمربّى، يُنصح باستخدام معجون عالي الفلور وتطبيق المس الفلوري كل ست أشهر في عيادة الطبيب، كما يمكن زيادة النظافة الفموية باستخدام الخيوط بين السنية و فراشي التقويم لتنظيف الفجوات الموجودة بين المشابك والحاصرات وتحت الأسلاك.
يصنف أخصائيو طبّ الفم الوقائي مريض التقويم كمريض عالي الخطورة النخرية، ممّا يعني أنه معرضٌ للنخور أكثر من غيره، و ذلك بسبب تراجع قدرة اللّعاب و اللسان على التنظيف الغريزي وخصوصاً أن العلاج التقويمي هو علاج طويل الأمد قد يمتدّ لأكثر من سنتين، و ينصح بعضهم باستخدام فراشي الأسنان الآلية والخيوط بين السنية الآلية و أجهزة الإرواء المائي المنزلي إن لم توجد مضادات استطباب لها .