شعر جميل جدا ومعبر
نالت على يدها
( يزيد بن معاوية )
نَالَتْ عَلَى يَدِهَا مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِيكَأنهُ طَرْقُ نَمْلٍ فِي أنَامِلِهَا أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهَا السُّحْبُ بالبَرَدِكأَنَّهَا خَشِيَتْ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِهَا فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعاً مِنَ الزَّرَدِمَدَّتْ مَواشِطَهَا فِي كَفِّهَا شَرَكاً تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ دَاخِلِ الجَسَدِوَقَوْسُ حَاجِبِهَا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ وَنَبْلُ مُقْلَتِهَا تَرْمِي بِهِ كَبِدِيوَخَصْرُهَا نَاحِلٌ مِثْلِي عَلَى كَفَلٍ مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكَى الأَحْزَانَ فِي الخَلَدِأُنْسِيَّةٌ لَوْ رَأتْهَا الشَّمْسُ مَا طَلَعَتْ مِنْ بَعْدِ رُؤيَتِهَا يَوْماً عَلَى أَحَدِسَأَلتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ لاتُغَرَّ بِنَا مَنْ رَامَ منَّا وِصَالاً مَاتَ بالكَمَدِفَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَاتَ جَوًى من الغَرَامِ وَلَمْ يُبْدِي وَلَمْ يَعِدِفَقُلْتُ : أَسْتَغْفِرَ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ إِنَ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِوَالجَلَدِقَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينَا لَوَاحِظُهَا مَا إِنْ أَرَى لِقَتِيل الحُبِّ مِنْ قَوَدِقَدْ خَلَّفَتْنِي طَرِيحاً وَهي قَائِلَه تَأَمَّلُوا كَيْفَ فِعْلَ الظَبْيِ بالأَسَدِقَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِي وَمَضَى بِاللهِ صِفْهُ وَلاَ تَنْقُصْ وَلاَ تَزِدِفَقَالَ : خَلَّفْتُهُ لَوْ مَاتَ مِنْ ظَمَأٍ وَقُلْتِ : قِفْ عَنْ وَرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِقالت: صدقت الوفى في الحب شيمته يابرد ذاك الذي قالت على كبديوَاسْتَرْجَعَتْ سَألَتْ عَنِّي فَقِيْلَ لَهَا مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ ، دَقَّتْ يَدّاً بِيَدِوَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِوَأَنْشَدَتْ بِلِسَانِ الحَالِ قَائِلَةً مِنْ غَيْرِ كَرْهٍ وَلاَ مَطْلٍ وَلاَ مَدَدِوَاللّهِ مَا حَزِنَتْ أُخْتٌ لِفَقْدِ أَخٍ حُزْنِي عَلَيْهِ وَلاَ أُمٍّ عَلَى وَلَدِفَأْسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجرِي عَلَى عَجَلٍ فَعِنْدَ رُؤْيَتِهَا لَمْ أَسْتَطِعْ جَلَدِيوَجَرَّعَتْنِي بِرِيقٍ مِنْ مَرَاشِفِهَا فَعَادَتْ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِيهُمْ يَحْسِدُونِي عَلَى مَوْتِي فَوَا أَسَفِي حَتَّى عَلَى المَوتِ لاَ أَخْلُو مِنَ الحَسَدِ#شباك_أدب #شعر
إلقاء : Marwan M. Heeh
إلقاء : Marwan M. Heeh